الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد: فهذه كلمات سريعة في التحذير من بعض الأخلاق المذمومة ومنها: الحسد والكذب. نسأل الله أن ينفع بها.
أولاً: التحذير من الحسد
تعريف الحسد: هو تمني زوال نعمة الآخرين, سواء تمنّاها الحاسد لنفسه أو لا, فهذا هو الحسد المذموم. أما إذا تمنّى مثل نعمة غيره دون أن يتمنى زوالها عنه فتلك الغبطة المحمودة.
أسبابه:
1- العداوة والبغضاء.
2- الجهل بعواقب الحسد.
3- ضعف الإيمان.
4- ضعف اليقين بقضاء الله وقدره وحكمته.
5- حب الرئاسة والجاه.
6- ضيق العطن.
7- الخوف من فوت المقاصد.
8- شح النفس بالخير على عباد الله.
9- الخوف من سقوط المنزلة إذا ارتفعت مكانةُ قِرْنه.
10- ظهور النعمة وتحدث الناس بها؛ ولهذا يكثر الحسد في القرى أكثر من غيرها؛ لأن النعم تبرز و تظهر فيها أكثر من غيرها.
11- الكبر وسوء الخلق من قبل المُنْعَم عليه, فهذا مما يسبب تسلط الناس عليه.
علاج الحسد:
أولا: من جانب الحاسد:
1- أنه يدرك أنه بحسده معترض على قدرة الله.
2- وأنه قد خرج من وصف المؤمنين.
3- وأنه تشبه بإبليس وباليهود.
4- وانه تشبه بالكافرين عموماً؛ لأنهم لا يحبون الخير للمؤمنين.
5- أن يستحضر أنه مبارز لله؛ لأنه بحسده عادى مؤمناً, والمؤمن من أولياء الله.
6- على الحاسد أن يرحم نفسه من آثار الحسد؛ من الهم والغم، ودوام النكد والكمد, بل ربما قتله الحسد؛ لله درُّ الحسد ما أعدَلَه.......أتى على صاحبه فقتله.
7- أن يعلم أن الرافع الخافض هو الله وحده.
8- وأنه إذا حسد فلن يضر محسوده, بل ربما انتفع المحسود بذلك, خصوصاً إذا وقع الحاسد في عِرْض المحسود.
9- أن يعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها.
10- أن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع.
11- أن يتذكر عذاب الآخرة.
12- مجاهدة النفس على ترك الحسد.
13- أن يدرك أنه بحسده لن ينال إلا الخزي, والذم, والعار.
14- أن يتذكر نعم الله الكثيرة عليه, وأن يستحضر أنه إذا حسد غيره كان ذلك سبباً لزوال نعمه؛ لأنه لم يشكرها.
ثانيا: علاج المحسود:
1- تقوى الله, وحفظ حدوده.
2- الاستعاذة الصادقة بالله من الشيطان الرجيم, ومن شر حاسد إذا حسد.
3- الإكثار من قراءة القرآن.
4- الإكثار من ذكر الله والتحصن به.
5- الصبر على حسد الحاسد.
اصبرعلى كيد الحسود.......فإن صبرَك قــاتلُه
كالنــار تــأكــلُ بعضَها.......إنْ لم تجد ماتأكلُه
6- قوة التوكل على الله.
7- الإقبال على الله بقوة محبته، والإخلاص له, والضراعة إليه.
8- كثرة الاستغفار, والتوبة الصادقة من جميع الذنوب, والتي من آثارها تسلط الحاسد.
9- فراغ القلب من الاشتغال بالحاسد, والتفكر به, وجعله نسياً منسياً.
10- الصدقة والإحسان إلى الحاسد, ومبادرته بالهدية؛ كي تنطفئ جذوة الحسد المستعرة في جوفه. وهذه شاقة على النفوس { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }.
11- تجريد التوحيد لله وحده.
12- إخفاء المحاسن والنعم إلا ما لابد من إظهاره.
13- ترك التمدح, وإظهار الفضل على الآخرين.
14- التواضع للناس، فذلك مما تُتألف به القلوب, وُتنفى السخيمة.
ثانيا: التحذير من الكذب
تعريفه
هو الإخبار عن الشيء بخلاف الواقع, سواء بالقول, أو بالفعل, أوبالإشارة, أو بهز الرأس, أو بالسكوت.
ذمّه
الكذب عمل مرذول, وصفة ذميمة, فهو خصلة من خصال النفاق, وشعبة من شعب الكفر, وهو سبب لنزع الثقة من الكاذب, والنظر إليه بعين الخيانة, وهو دليل على ضعف النفس, وحقارة الشأن, وهو سبب للفرقة والعداوة, وهو موجب لدخول النار.
مظاهره
مظاهره كثيرة، وهذا إيجاز لبعضها؛ تحذيراً منها:
1- الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وهذا أشدها وأخطرها.
2- الكذب في البيع والشراء.
3- الكذب لإفساد ذات البين.
4- الكذب لإضحاك السامعين وتشويقهم.
5- الكذب للمفاخرة في إظهار الفضل.
6- الكذب على المخالفين؛ تشفياً منهم وتشويهاً لسمعتهم.
7- الكذب المقرون بالحسد.
8- الكذب في المطالبات والخصومات.
9- المبالغة في القول.
10- حذف بعض الحقيقة.
11- الكذب للتخلص من المواقف المحرجة.
12- الكذب على النفس ليوهمها أنه على الخير.
13- الكذب لتسويغ الأخطاء.
14- الكذب لاستدرار العطف.
15- نقل الأخبار الكاذبة.
16- الكذب لأجل التملق.
17- التوسع في باب المصلحة.
18- المبالغة في المعاريض.
الأمور المعينة على الصدق
1- الاستعانة بالله عز وجل.
2- مراقبة الله, واستشعار اطّلاعه وعلمه.
3- تعويد النفس على الصدق، وتوطينها عليه.
4- النظر في العواقب؛ فإن الصدق منجاة والكذب مهواة.
5- استحضار فضل الصدق وقبح الكذب.
6- تدريب الصغار على الصدق, وتجنب الكذب معهم.
7- الحرص على الصلاة وإعطاؤها حقها؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, والكذب من جملة ما تنهى عنه.
8- قراءة القران وتدبره؛ فإنه يهدي للتي هي أقوم, والصدق من جملة ذلك.
9- مجالسة أهل الصدق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.