أيا أمي .. عجزت عما أكتب الان ...
أأكتب عن أمة نستنا وأنستنا المكان؟!
أأكتب عن طفل يتمنى اللعب والأمان؟؟
أم أكتب عن فتاة سرقتها من حضنها الأيام...!
أيا أمي .. لا تخشين فهذا كله قد انتهى منذ زمان
والحل كان بالريادة والابادة والاستسلام
ولكن ماذا سأكتب الان؟!!
سأكتب عن قصة الشتاء فاستمعي بإمعان..
كانت كالعادة في سريرها تنام ..
حتى سمعت همس القطرات بهذيات
فأسرعت لترى هل تساقط المطر حقا على الأنام؟!
فكم انتظرته ليسقي الورد والأرض والريحان ..!
لكنها سمعت همس القطرات بحياء وكأن ماءها حزنان
وكأنها تروي قصة تأخرها لأيام
وكأنها تروي قصة وطن جعلها تنسى بقية الاوطان
وطن أوقف غيومها ومنعها من الجريان
وطن اخمد صوت رعدها وأطفأ برقها وجعل الماء غضبان
وطن .. وأي وطن يا قطرة الرحمن ؟!
وطن الجروح والنكبات والقهر والعدوان
وطن الصمود والمقاومة وجنود الاسلام
وطن أبى الركوع او السجود رغم الاحزان
وأي أناس هم يا قطرة الرحمن؟!
هم شعبُ يصارع بشبح الاكوان
لم يستسلم او يضعف او يرضى بالهوان
شعب كان للحق ناصر وبالحقيقة هيمان
هو شعب الحجر والمقلاع والبندقية والنيران
هو شعب التضحية والفداء والشهداء
هو شعب قد عجزت عن فهمه الأذهان
ومن أخبرك بهذا يا قطرة الرحمن؟!
لم يخبرني به أي انسان
فكل ما قلته هو بوح ما رأته العينان
فبينما انا ألف وأدور وأروي المكان
عبرت فوق أرض لم تشكِ لي العطشان
فعجبت لارتوائها وأنا غائبة عنها لفصلان
وقالت لي بأنها ارتوت بما هو اعظم واكثر بيان
ارتوت بما لم تذقه أي البلدان
ارتوت بالشراب الأطيب والأدوم رويان
ارتوت بدماء شهدائها الشجعان
فتركتها وقلبي معها .. لأعود وأسقي بيسان
فهم بذلك الأحق والأولى بالاتقان
فمائي لن يذهب هدراُ بل سيكون الشراب الأدوم روياااان
الـــــــواحــــة الادبيــة
الأحد يناير 30, 2011 5:59 pm
