بسم الله الرحمن الرحيم
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
قال تعالى
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (184) سورة البقرة
أياماً معدودات
يقول الدكتور ناصر العمر وصف الله سبحانه وتعالى أيام رمضان بأيام معدودات كناية عن قلة أيامه ويسرها
فالمغبون من فرط في تلك الأيام دون جد وتحصيل وسيدرك غبنه حين يقول : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله
أياماً معدودات
تشعر بسرعة الانقضاء وقرب الرحيل وهذا واقع فنحن نستقبل الشهر لكي نودعه
فقبل أيام قليلة أستقبلنا شهرنا الكريم والآن أقتربنا من نصفه وعما قليل سيرحل
أياماً معدودات
تذكرنا بقصر مدة بقاءنا في هذه الدار ثم ترتحل لدار الخلود حيث ينادى ـ يا أهل الجنة خلود بلاموت ويا أهل النار خلود بلاموت ـ
هكذا مر رمضان
وهكذا سيمر العام
وبالمثل سيمضى العمر وكأنه لحظات
يقول الشيخ الدكتورعبد العزيز الفوزان حفظه الله في محاضرة له
يخيل للواحد منا أيها الأحبة أنه يزيد ويكبر مع الأيام, فهو والله ينقص من حيث لا يشعر, إنها أعمار محدودة وساعات معدودة, قدر الله لك 70,60,50سنة... كل لحظة تمر عليك تنقص من عمرك, وتهدر من عمرك سواء كنت قائما أو قاعدا عاملا أو عاطلا شعرت بها أم لم تشعر
نسير الى الأجال في كل لحظة **** و أعمارنا تطوى وهن مراحل
فرحل من الدنيا بزاد من التقى **** فعمرك أيام وهن قلائل
فاستعد للقاء ربك وأعمل عملاً ينجيك يوم آخرتك وتوكل على الله
فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب ولا عمل