شهر مميز عن باقي الشهور لما يحمله من الحسنات، وفضائل على العباد. ولكن في عصر الفضائيات يتم استغلاله لاستثمار به لأنه بورصه. أسهامها مربحه لا تخسر. فالجميع اصبحوا يترقبوا برنامج شهر رمضان وليس
رمضان ، ينتظروا فتح باب الحارة ورفع الستار عن برامج الجوائز والحفلات الرمضانية. ومؤكد أنهم يستمعوا لفترة الغروب لتأكد أن موعد الإفطار قد اقترب وان أذان المغرب قد حان وبعد ذلك يبدءوا بالبحث بين القنوات على أجمل المسلسلات وأحلا المذيعات، فمنذ الآن بدء الترويج ليس لقدومهُ بل للأعمال المعدة ليتم عرضها خلالهُ.
بطاقة محترقة يحاولوا أن يصبح شهر رمضان حتى لا يستفيد منه المسلمين ، ومن حسناته لا يحصدوا ولله يتقربوا ، والعفو والغفران عن أخطأهم يطلبوا.
في السنة إثنى عشره شهراً لمَ جميع هذه الأعمال تتخصص بالعرض الأول خلالهُ؟ ولمَ الدراما العربية تفتقر للأعمال الدينية . ربما هنالك برامج دينيه ولكنها ليست بحجم الأعمال الأخرى. فألاف الملاين ينفقون على أعمالهم لجذب أنظار المسلمين لقرصنة أيامهم الرمضانية وإنفاقها على ألهو والتسلية و هكذا يأتي ويَشُد رمضان رحالهُ ، ويُغادر والمسلمين يبقوا بأحداث المسلسلات يفكروا ويحللوا فهم دائماً شعب خاسر ،وأصحاب تلك الأعمال يحصدوا أضعاف ما أنفقوا على أعمالهم وبعد ذلك يتم إعادة المسلسلات ألاف المرات ولكن رمضان الراحل بحسناته لن يعود وإنما سيهل رمضان العام القادم و سترافقه زوبعة أعمال جديدة سَتُعد لمسلمين بين الخير والشر لا يميزوا ، أراضيهم بور تبقى،أما المنتجون دوماً هم الرابحين فقد قاموا و سيقوموا باستهلاكه وتحويلهُ لشاشة عرض وكأنه وجد لعرض أخر الأعمال وفي أخر أيامه يقوموا بتكريم أصحاب أهم الأعمال ، وأجمل الأدوار أليس رمضان كريم وأجب إذن وجود التكريم.
هنا يأتي دور كل مسلم ورؤيته لشهر رمضان، فلديه حريه الاختيار ما بين البحث بين قنوات التلفاز أو قرأت كتاب رب العباد، مشاهدة برامج الجوائز واللقاءات الفنية أو الصلاة والتقرب إلى الله، اللهو بالسهرات الرمضانية أو قيام الليل والتسبيح لرب الكون، أداء صلاة التراويح جماعة أو مشاهدة أخر أحداث باب الحارة فربما في الحلقات القادمة سيتم تحرير فلسطين بالتمثيل طبعاً فعلى أرض الواقع لن يتغير شيئاً...
وما هي سوى أيام تفصلنا عن شهر الإحسان، ويأتي على خيل المغفرة بثوب النقاء . فهل ستساهم بهلاكه ؟ وماذا ستختار طاعة الرحمن أم السير مع موكب العصيان ؟