شبح الزمالك يقترب و يتوغل ويرعب أهل القمة

كتب: جمال هليل (للجمهورية)

تزداد مباريات الدوري سخونة.. مع كل أسبوع جديد.. مباريات الأسبوع الثامن عشر المنقضي شهدت مفاجآت قد تكون بداية لصعود فرق واقترابها من القمة أو ابتعاد فرق عن شبح الهبوط.

لكن تبقي العيون مسلطة علي القمة التي بدأت تهتز تحت أقدام الأهلي. ففي ثلاث مباريات خسر أربع نقاط من هزيمة ثم تعادل بصعوبة مع حرس الحدود.. ليتوقف عند النقطة 39 تاركا خلفه الإسماعيلي وبتروجت في سباق عنيف علي المركز الثاني وربما يقترب الوصيف ويتطاول ليصل إلي الملك المتوج منذ خمس سنوات علي قمة الدرع.

وقد بدأت الآمال تتراقص أمام بتروجت الذي أوقف الإسماعيلي في ملعبه و"هد حيله" بثلاثة أهداف غير متوقعة.. أجمل ما فيها أنها من جملة واحدة محفوظة ومكررة.. كرة طولية أوعرضية خلفية للأمام.. أجمل مافيها التنفيذ بسرعة وذكاء لتنتهي داخل شباك الحضري.. الإسماعيلي توقف عند النقطة 31 وترك بتروجت ليسبقه علي لقب الوصيف بفارق نقطة للأمام.

لكن في كل الأحوال.. لعب الإسماعيلي وبتروجت لصالح الأهلي صاحب القمة.. فعندما يتوقف قطاره.. يتوقف خلفه المنافسون.. فلو فاز الإسماعيلي لأصبح رصيده 34 نقطة وله مباراة مؤجلة. وبالحسابات يفوز علي الأهلي فيتساوي معه.. لكن بتروجت قال كلمته وصدق فيها وأصبح الثاني وهو الأحق بالفوز من خلال مجريات اللعب.

الأهلي والصراع المزدوج
والأهلي يعيش تلك الأيام محنة شديدة بعد أن فقد أربع نقاط في عشرة أيام.. ربما بسبب التغيير وعدم ثبات التشكيل. لكن البدري من وجهة نظره يتهم التحكيم.. شأنه.. شأن جميع المدربين الذين يحملون التحكيم والحكام مسئولية الخسائر أو اهتزاز الأداء.

رغم أن اهتزاز الأهلي في الفترة الأخيرة يرجع للتغيير الاضطراري لعناصر الفريق الأساسية. والدفع بلاعبين شباب للمستقبل. والاصابات الكثيرة.. أما التحكيم فيأتي في المحطة الأخيرة من محطات أسباب السقوط أو الاهتزاز.. لأن اللاعب أو الفريق لابد أن يساعد الحكم في الملعب.. دون الاعتراض أو الاحتجاج أو التشويح.

والأهلي يعاني الآن من ثلاث قاطرات تلاحقه.. بتروجت الذي انطلق في المركز الثاني تاركا قاطرة الإسماعيلي خلفه في المركز الثالث بفارق نقطة ثم قاطرة الزمالك التي تكتسح كل ما يواجهها بقيادة حسام حسن الذي قاد الفريق حتي الآن للفوز في ست مباريات متتالية بدون هزيمة وبدون أن يدخل مرماه هدف واحد.. وهذه ظاهرة جديدة علي الزمالك وعلينا بعد أن كان الزمالك "ملطشة" للجميع. يطمع فيه كل لاعب وكل فريق. الآن اختلفت الصورة.. وأصبح الزمالك نجم الفترة الأخيرة بالأرقام فمنذ أن لعب الزمالك مع الأهلي وهو يعرف طريق نظافة الشباك.. ثم جاءت الانتصارات حتي قفز الي المركز الخامس في الترتيب بعد الثالث عشر.. وشباكه نظيفة. ولديه أكثر من هداف. يلعب كرة سريعة متنوعة.

والمعنويات عالية.. أي أن الزمالك يملك الآن مواصفات البطل. وهذا هو السر الذي يقلق الأهلي وجهازه الفني رغم أن الفارق بين الاثنين كبير في الترتيب "4 مراكز" وفي النقاط "12 نقطة". لكن كل شيء ممكن إذا توقف قطار الأهلي.. أو سار ببطء مثلما يحدث الآن.

الملاحظة الغريبة أن كل المدربين الفائز والمهزوم يعترضون علي الحكام والتحكيم ربما لأن النقطة الواحدة التي يخسرها الفريق أو يفوز بها قد تتسبب في الهبوط أو علي الأقل تعديل الترتيب حدث هذا للإسماعيلي الذي أصيب بوعكة مفاجئة علي أرضه وخسر بثلاثية فضيحة ثقيلة من بتروجت الذي لعب بأداء تكتيكي ممتاز.. من ضغط علي الخصم والمرتدات السريعة والكرات الطولية التي نقلت الملعب وحققت الفوز.

نتائج الاسبوع كانت في معظمها مفاجأة.. فالمصري البورسعيدي خرج من القمقم مع بوكير وتحول من قط أليف إلي أسد يهاجم ويتقدم وان لم يفز بتعادل ولايخسر.. فسجل أولا في اتحاد الشرطة.. قبل أن يتعادل الأخير بهدف علي ملعبه.

وبترول أسيوط استنشق رحيق الأمل وهزم المحلة علي أرضه 2/1 وربما يكون هذا الفوز هو البداية للصعايدة للابتعاد مؤقتا عن المراكز الأخيرة بدليل هجرته للمركز الأخير مؤقتا.

والمنصورة عرف طعم جمع النقاط حتي ولو كانت من التعادل مع الإنتاج الحربي. وهي البداية مع التغيير الخامس والأخير للمدربين بعد أن تولي اشرف قاسم المسئولية. لكن رغم التعادل هبط الي المركز الأخير.

والجونة توقف هو الآخر علي ملعبه وكأن الأرض لاتريد أن تلعب مع أصحابها فخسر أمام إنبي بهدف المحمدي ليدخل الجونة النفق المظلم مع بترول أسيوط والمنصورة.

أما الاتحاد السكندري الذي صعد للمركز السادس فقد استحق الفوز المتتالي منذ أن تولي كابرال المسئولية باستثناء أزمة المقاولون الثقيلة.. وجاء فوزه علي الطلائع في ملعبه ليضمن للاتحاد مركزا متقدما قبل لقائه مع الزمالك في الإسكندرية.

مباريات الاسبوع التاسع عشر ستبدأ بعد غد الاثنين.. أهمها استضافة الاتحاد السكندري للزمالك وهي اختيار صعب للزمالك الذي لعب ست مباريات متتالية وشباكه نظيفة.

وبترول أسيوط يلاقي اتحاد الشرطة في صراع علي تحسين المراكز وإنبي مع الإنتاج الحربي وبتروجت مع الجونة وإذا خسر الأخير دخل النفق المظلم إلي الأبد.. ثم لقاء المقاولون والإسماعيلي وهو من أصعب لقاءات الدراويش. ويوم الثلاثاء يلتقي المنصورة مع غزل المحلة والتعادل أو الهزيمة خسارة لأحدهما والمصري يستضيف الحرس.. وهو صراع خاص لأن الفارق بينهما نقطة والفائز سيتقدم للأمان.. والأهلي مع طلائع الجيش.. لقاء صعب.. لأن الأهلي يعيش علي أمل الفوز لضمان الانفراد بالقمة بعيدا عن مراقبة بتروجت والإسماعيلي والزمالك.

خلى الدورى يحلو